التفكير الإيجابي.. اقلق أقل واستمتع أكثر

التفكير الإيجابي.. اقلق أقل واستمتع أكثر

أما زلت تشعر باليأس كما كانت الحال منذ عامين؟ أما زلت تعمل في نفس الوظيفة القديمة؟ أما زلت تلقي باللوم على الناس والأشياء؟

ليس ثمة حدود لما يمكنك فعله إذا ما أعددت نفسك لهذا الأمر، ولكن لماذا يتعذر علينا القيام بالأمور الواضحة والمباشرة؟

ربما أنك في حاجة إلى مزيد من التفكير الإيجابي.

 

ما هو التفكير الإيجابي بداية؟

 

التفكير الإيجابي هو الانتفاع بقابلية العقل اللاواعي للاقتناع بشكل إيجابي، والمعروف أن المعلومات تنتقل من العقل الواعي إلى اللاواعي.

والعقل اللاواعي لا يفكر، ولا يحكم، إن كانت المعلومة صحيحة أو خطأ، معقولة أم سخيفة، حقيقية أم كاذبة، إنه فقط يخزنها كالخادم الأمين، ليؤدي إلى سلوك موافق للمعلومات المختزنة في مرحلة لاحقة.

إذا أردنا أن نغير سلوكنا أو أداءنا فيجب أن يكون ذلك من خلال عقلنا الباطن، وهذا يعني أنه يجب أن نختار أفكاراً إيجابية جديدة، ونغذيه بها مراراً وتكراراً؛ لأن الأفكار المتكررة ترسخ في العقل اللاواعي، والأفكار السلبية المتكررة تؤثر بشكل سلبي على اللاوعي وتؤدي إلى نتائج سلبية عندما تترجم الأفكار، والأمنيات عن طريقه لذا يجب أن نقلب هذه الأمور إلى النقيض كي تتحقق نتائج إيجابية.

 

تعلم كيف تضيء ذهنك

 

في هذا الوقت يجب أن تضيء فكرة في ذهنك سأقولها لك: أنت المسؤول عن إهدار طاقتك بهذا الشكل، إنه أنت وليس العمل، إنه تفكيرك السلبي في بداية اليوم الذي وضعك على الطريق الخطأ.

هناك أمور معينة في حياتك لا يمكنك القيام بشيء حيالها، فالاجتماعات يجب أن تتم، والزبائن لا بد أن يكونوا مزعجين في بعض الأحيان، لكن بالتأكيد يمكنك تغيير الطريقة التي تنظر بها لهذه الأشياء.

 

فعندما تضع نفسك في إطار عقلي إيجابي فلن تشعر بإحساس أفضل بداخلك فحسب، ولكنك -وهو الأهم- ستؤثر تأثيراً إيجابياً على البيئة المحيطة، فالناس يفضلون صحبة الشخص السعيد هادئ الأعصاب، وسوف ينعكس سلوكك الإيجابي على الطريقة التي يتعامل بها الناس معك.

عشر دقائق منفرداً

جرب الآتي:

 

اجلس في غرفة وحدك تماماً بدون مذياع أو تلفاز ولا تفعل شيئاً لمدة عشر دقائق، يمكن أن تشعر بأن هذه الدقائق دهر طالما أنك لم تفعل شيئاً، وطالما لا يوجد ما يشتت انتباهك، إن لم تحب نفسك، فهذا سيقودك إلى أن تواجه الأفكار السيئة ومن ثم يمنعك من الارتياح والاسترخاء.

 

كثيرات هن السيدات اللاتي يشعرن بالذنب إذا فكرن في الاسترخاء، أو الانفراد بأنفسهن، فهن يفسرن الاسترخاء لأنه الجلوس دون القيام بشيء فعال، ويفسرن الرغبة في الانفراد بأنفسهن بأنهن غير اجتماعيات ولا يبالين بالآخرين، هل هذه الأفكار مألوفة بالنسبة لكن، سيداتي؟ إن كان الأمر كذلك فقد حان الوقت لتغير سلوككن.

 

ماذا يدور في ذهنك؟

 

أريد أن تبدأ بالانتباه فيما تفكر فيه على مدار اليوم، تحقق من نوعية أفكارك، هل تجد نفسك منهمكاً في الأفكار الهدامة كالكراهية أو الشعور بالذنب، أو الغضب، أو الحسد؟ اقض على هذه الأفكار في مهدها، واستبدلها بأخرى إيجابية.

إن لم تتخلص من هذه الأفكار فوراً فستنمو بشكل مطرد، استمع لصوت أفكارك، فسوف تندهش بميلك إلى التفكير بطريقة سلبية عندما يحدث موقف معين، روض نفسك على عدم إكمال أي فكرة سلبية حتى نهايتها، وإذا انطلقت في طريق التفكير السلبي، فقل لنفسك “قف!” واستبدله بتفكير إيجابي، وإليك بعض الأفكار السلبية المتعارف عليها، وأيضاً بعض الطرق لإعادة صياغتها في شكل إيجابي.

 

كيف تحول الضعف إلى قوة؟

 

الفكرة السلبية:

“يا إلهي، ليتني لا أذهب لهذه الحفلة الليلة، فأنا لا أعرف ماذا أقول لمن تعرف عليهم أول مرة”.

الفكرة الإيجابية:

إنني أحب الناس والناس يحبونني لأنني أنصت باهتمام لما يقولونه.. لذا فإنني أتطلع للذهاب إلى هذه الحفلة للالتقاء بأناس يثيرون اهتمامي.

 

توقف عن تمثيل دور الضحية:

 

الفكرة السلبية:

“أشعر بضيق وقلق لأن رئيسي في العمل لم يخبرني بعد إن كنت سأحصل على زيادة في الأجر أم لا”.

 

الفكرة الإيجابية:

“أشعر أنني أستحق زيادة في الأجر وقد تركت للمدير الوقت الكافي ليتخذ قراراً في هذا الشأن، لذا سأذهب اليوم لأسئلة بكل ثقة عن قراره”.

 

الفكرة السلبية:

“أشعر أن الخادمة تخدعني لأنها لا تنظف النوافذ”.

الفكرة الإيجابية:

“الخادمة تؤدي عملها باستثناء تنظيف النوافذ، يجب أن ألفت نظرها لهذه النقطة بأسلوب ودي لكنه حاسم، وإن كانت الخادمة تأتي للمنزل أثناء وجودك في العمل يمكنك ترك رسالة أو الاتصال بها هاتفياً، فإن لم تتحدث في الأمر فلن يتغير شيء”.

 

ماذا يدور في ذهنك؟

اعتنِ بنفسك

الفكرة السلبية:

“إن الحياة تتجاهلني فلم يحدث لي شيء سار”.

الفكرة الإيجابية:

“اليوم هو بداية حياة جديدة، اليوم كل شيء مختلف لقد قررت أن أدعو نفسي لقليل من الرفاهية مثل نزهة في الصيف، أو الذهاب للسينما، أو حمام بخار، أو وجبة لذيذة؛ فأنا أستحق ذلك”.

 

الفكرة السلبية:

” أنا منهارة تماماً لكن لا يمكنني الاسترخاء لأنني يجب أن أنظف الأطباق”.

الفكرة الإيجابية:

“أنا المتحكمة في الأمر، وأنا التي أقرر متى أبدأ في التنظيف، أما الآن فأنا متعبة؛ لذا فالراحة لها الأولوية، فأنا أستحقها، أما التنظيف فيمكنه الانتظار لوقت لاحق، أو للغد، أو حتى للأسبوع القادم”.

 

نظرتك لنفسك

الفكرة السلبية:

“أنا خائف لأنني سألقي كلمة في الأسبوع المقبل، الكل سيشاهدني، وبالتالي سأكون مرتبكاً جداً”.

الفكرة الإيجابية:

“أنا مستعد تماماً لكلمتي فأنا أعرف جيداً ما سوف أقوله، وأتطلع لإشراك الآخرين معي في معلوماتي، وسيهتم الجميع بما سوف أقوله، من المهم جداً أن تستعد قبلها جيداً، فلن ينفعك التفكير الإيجابي بالغاً ما بلغ إن لم تستعد لكلمتك”.

هناك بضع قواعد يجب مراعاتها عند صياغة أفكارك الإيجابية الجديدة:

 

  • تجنب صيغة النفي

لا تقل: “لن أكون خائفاً” قل: “أنا هادئ ومسترخي” بمعنى آخر فكر في ما تريده وليس في ما لا تريده.

  • استخدم صيغة المضارع

لا تتحدث بصيغة المستقبل بقدر الإمكان، قل “أنا أتحدث بثقة من الآخرين” بدلاً من “سأكون واثقا من نفسي وأنا أتحدث أمام الآخرين”، فالعقل الباطن يأخذ الكلام حرفياً، لذا فعندما تتحدث عن شيء سيحدث في المستقبل فإن عقلك الباطن سينتظر معك حتى يأتي الوقت المناسب، بيد أنه من المهم أن تشعر بالثقة الآن كي تكون واثقاً من نفسك إلى أن يأتي الحدث الذي تنتظره.

 

  • استخدم الأفكار الإيجابية الجديدة بشكل متكرر

سوف تكتشف أن أفكارك السلبية القديمة تبدأ في التزايد والنمو عندما تغفل عنها، فالعادات القديمة لا تندثر بسهولة، ويكون لزاماً عليك أن تواظب على استبدالها في كل مرة تنتبه لها، لكنك في النهاية ستجني ثمار جهدك لأن الأفكار الإيجابية ستظهر تلقائياً، والتفكير البناء سيصبح جزءاً من طبيعتك.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية